أثناء مطالعتي لمقالة عن انضمام "سوندار بيتشاي" - المدير التنفيذي لجوجل حالياً - إلى الشركة عام ٢٠٠٤ تحدث كاتب المقال عن ميزة في بيتشاي جذبت مؤسسي شركة جوجل أثناء المقابلة للوظيفة الجديدة وهي ميزة Intellectual Humility أو ما يمكن ترجمته حرفيا بالتواضع الفكري والذي يعني إعتراف الشخص بقدراته و حدود معرفته في أمر معين و تجنب الإفتاء فيه عن غير علم و عدم الخوف من القول لا أعرف او لا أعرف عن الأمر حالياً.
صادف يوم المقابلة التي جرت في 1- 4 - 2004 م إطلاق شركة جوجل لخدمة بريد Gmail حيث سأل المقابلون بيتشاي عن رأيه في الخدمة الجديدة، رد بيتشاي بالقول بأنه "لا يستطيع اعطاء رأيه لأنه لم يجرب الخدمة الجديدة"، أعاد فريق المقابلة السؤال في مقابلة رابعة لبيتشاي بصيغة جديده "هل تمكنت من الإطلاع على خدمة Gmail ؟"؛ فأجاب بيشتاي "لا". حيث كانت الخدمة حينها مبنية على نظام الدَّعوات و غير متاحة لجميع المستخدمين. قرر أحد الموجودين في فريق المقابلات عرض موقع Gmail على لابتوب أمام بيتشاي.
لاحقا في المقابلة الخامسة تم توجيه نفس السؤال الى بيتشاي، ما رأيك في خدمة Gmail؟
حينها فقط؛ و بحسب بيتشاي نفسه؛ تمكنت وبكل ثقة من اعطاء إجابة واضحة عن رأيه في الخدمة الجديدة.
العبرة من القصة، كان بامكان بيتشاي الكذب و إدعاء معرفته بالخدمة الجديدة وإعطاء رأيه فيها عن غير علم، لكنه اختار التواضع والاعتراف بعدم علمه بالموضوع رغم قدرته على المراوغة بذكائه المعروف عنه.
التواضع الفكري فضيلة نحتاجها دائما، لا يجب أن يظن الانسان ان معارفه قد بلغت الذروة أو أن بنيانه الفكري قد اكتمل وأصبح غير قابل للنقد أو التعديل والتطوير.
م. هيثم بدارين
المواضيع:
مقالات