تأثر العالم ككل وفلسطين بجائحة كورونا و إضطرت الدول إلى إغلاق مجالاتها الجوية و البرية و إلى تعطيل العديد من المؤسسات بما فيها المؤسسات التعليمية للحد من إنتشار الجائحة، هذا كله شجع على البحث عن طريقة بديلة للإبقاء على العملية التعليمية أهمها بما فيها التعلم الإلكتروني و التعليم عن بُعد، وبالرغم من الإنتقادات الكثيرة التي وُجهت للتعليم عن بعد وبالرغم من حقيقة المشاكل الموجودة في هذا النوع من التعليم إلا أني أرغب في هذا المقال في توجيه الشكر لكل من بذل جهداً خلال هذا فترات الإغلاقات للتواصل مع الطلبة أو تيسير التواصل معهم من معلمين ومعلمات، مدراء و مديرات و نوابهم، سكرتاريا، مرشدين و مرشدات. مع شكر خاص للجنود المجهولين؛ معلمي ومعلمات التكنولوجيا. بعيدا عن جدلية الجدوى من التعليم عن بُعد، هناك حقيقة ثابتة وهي أن المعلم المثابر مثابر في كل الظروف؛ وجاهية كانت أم عن بُعد، والمدير القائد حاضر في كل الظروف و المواقف و تحركه الأمانة لا الإستعراض و ركوب الموجة، كذلك أي موظف آخر في التربية والتعليم منوط به واجبات و مسؤوليات.
نقولها بصراحة، لا بديل عن التعليم الوجاهي إذا ما سمحت الظروف. و في أسوأ أحواله يمكن للتعليم عن بعد أن يقدم حسنة مهمة وهي الإبقاء على الاتصال و التواصل بين المعلم و طلبته و بين المدير و أسرة المدرسة و بين التربية و مدارسها. كما أن المهارات التقنية التي اكتسبها المعلمون والطلبة في سنوات كورونا الأخيرة مهارات مهمة كنا سنحتاج لسنوات لنقلها إليهم. أذكر عندما عملت معلماً للتكنولوجيا كان هناك درس للصف السابع عن البريد الإلكتروني و كنت في هذه الحصة كبقية الحصص الأخرى اصطحب الطلاب الى مختبر الحاسوب لتدريبهم على كيفية إنشاء بريد إلكتروني والذي كان في حينه مستوى متقدم من المعرفة التكنولوجية بالنسبة لهم. اليوم نرى طلبتنا جميعا على اختلاف أعمارهم لديهم بريد إلكتروني تعليمي يستخدمونه باستمرار خصوصا خلال فترة التعلم عن بعد و نسبة لا بأس بها منهم أصبح ملما ببعض المفاهيم التكنولوجيا المتقدمة مثل ميزة التحقق بطريقتين. والتطبيقات الحديثة و أهمها مايكروسوفت تيمز. وكذلك العديد من التطبيقات الأخرى التي أبدع المعلمون والمعلمات في تقديمها لطلبتهم في السنوات الأخيرة.
مرة أخرى شكرا جزيلا لكم.
م. هيثم بدارين